رحيل

حان موعد الرحيل ... نظرت إليه من بعيد و هو يودع والديه و أقاربه و أصدقائه .. يلتقط حقائبه و يتوجه إلى الميناء..
رمقني بعينيه اللامعتين و كأنه يقول لي وداعا لا تقلقي سأعود قريبا و ستبقي حبيبتي...

منذ أخبرني بأنه سيسافر و أنا أتألم .. لا بل أشعر بالألم يعتصر قلبي و يلتهم ما تبقى من حياتي .. شعرت به يبتعد يوما بعد يوما و أنا غارقة في بحر عميق لا أدري ما أفعل .. لا يمكنني مطالبته بالعدول عن قراره فهذا مستقبله و هذه أحلامه .. كما لا أقدر على تشجيعه فأنا بهذا أقتل عواطفي و أدوس على مشاعري..

لوح لي بيده مودعا و أرسل لي قبلة لم تصلني .. لقد ضاعت في الهواء كما أرى حلمي الرائع يضيع من بين يدي

جلست مع ذاتي أفكر و أفكر أحاول الهرب منه و التفكير بأي أمر آخر فوجدته يأسر تفكيري و رأيت ذكرياتنا تخرج من الدهاليز و الزوايا لتستحوذ على إدراكي و كياني..

داعبني قائلا : " إياك و أن تنظري لشخص غيري " " لا تسمحي لأحد بأن يسرقك مني أنت لي وحدي "
هذه هي المرة الأولى التي أعجز عن الرد عليه ماذا عساي أقول له؟؟!

أأخبره بأني لا أرى غيره و بأنه كل ما لي في هذه الدنيا .. أأخبره أن قلبي و عقلي و كياني ذاهبون معه و لن يبقى لي إلا جسد خامل بلا روح .. أأسأله ألا تدخل فتاة غيري قلبه و أن يعود لأجلي و لأجلي فقط .. و هل هذا من حقي!! .. أو ماذا أقول أو أفعل ؟؟!

ها هو يبتعد لحظة بعد لحظة و قلبي معه يتمزق شيئا فشيئا ... أشعر بأن ما تبقى مني ليس إلا حطام فتاة تبكي ألم الفراق...

حبيبي .. كلمة أرسلها لك عبر الأثير .. و معها رسالة من قلب لم يعرف الحب الحقيقي إلا على يديك .. حبيبي في سفرك هذا سعادتك و تعاستي لكن الأهم هو أنت و ستبقى دوما أنت حبيبي و آسر روحي و قلبي الذي ينبض بالحياة .. ارحل و أنت حبيبي و ملك حياتي و عد و أنت حبيبي و حبك في قلبي يزيد و يزيد .. عد و لا تجلب لي شيئا عودتك تكفيني و تملكني مفاتيح السعادة و الهناء ..

أعليك أن ترحل حقا .. كلما حاولت المقاومة أجد نفسي بلا قوة أو جبروت .. لم أعد تلك القوية الصامدة .. فأنا في حضرتك طفل بريء يبتسم لمداعباتك و ينام في أحضان حنانك .. و في غيابك أنا عجوز مريضة تحتاجك و تفتقدك...

حبيبي ...
خرجت في أثر حلم فلا تحرمني من حلمي ...

كنت أدري قبل أن أولد اني سأحبك
بعد ان جئت إلى هذا العالم - ما زلت -
أحبك
إن من أعظم أعمالي التي حققتها كامرأة
أني أحبك